حياتنا اعصار الدولة بقلم حافظ البرغوثي
في اللقاء الأخير للرئيس محمود عباس مع أعضاء في المجلس الثوري شدد على أن حكومة الدكتور سلام فياض هي حكومته وأن كل وزير فيها هو وزيره وأنه يؤيد هذه الحكومة ويرفض الاضرابات غير المبررة والضغوط التي تتعرض لها، بل قال أيضاً ان هناك من يتهم الحكومة باخفاء أموال وعدم صرفها وهذا كله محض هراء.
سلام فياض من جانبه قال لي قبل فترة انه طالما باتت المصالحة مستحيلة بعد أن توجهت حماس نحو استقلاليتها فإنه أبلغ الرئيس بأن على فتح أن تتولى مسؤولية الحكومة وتشكلها، وفي اللقاء الأخير مع اللجنة التنفيذية كرر سلام فياض موقفه ذاك لكنه دعا كل القيادات الفصائلية الى تحمل مسؤوليتها عندما نتوجه الى الأمم المتحدة لنيل عضو غير عضو في الجمعية العامة، حيث رفع الأميركيون سلاح الحصار المالي والاقتصادي والسياسي، وحشدوا دولاً صغيرة وعرباً وهددوا أمين عام الأمم المتحدة بوقف المساهمة المالية الأميركية في الأمم المتحدة، فرئيس الوزراء يعي أنه سيكون العنوان للاضرابات ووقف الرواتب وربما المسيرات مثلما حدث قبل فترة، وقلنا وقتها ان الهدف هو رحيل سلام اليوم وأبو مازن لاحقاً وهذا ما حدث، فالمعركة سياسية أولاً وأخيراً ويجب حشد الجميع لدعم الموقف الفلسطيني باعتباره أولوية، فالحكومة هي حكومة الرئيس وليست حكومة انفصالية حتى تتحمل مسؤولية وطنية وحدها، ولهذا فإن الذهاب الى حكومة وحدة فصائلية ربما يكون جيداً بعد أن نرى مخاض نيويورك واعصارنا السياسي هناك، فالحصار متوقع سواء نجحنا في زلزلة الأمم المتحدة أو فشلنا، فإما أن ترتد الينا ساندي الحصار أو نوجه اعصار السيدة الدولة الى الاحتلال.
الارض لمن يحتلها أو لمن يحررها.