الخبر الاسرائيلي آية سماوية بقلم موفق مطر
بعث ابو مازن برسالة لكل الاسرائيليين بأنه قد يكون آخر القدة الفلسطينيين العقلانيين الواقعيين السياسيين اذا ما استمرت حكوماتهم بتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني .فأبو مازن لا يهدد بانتفاضة لأنه منسجم مع برنامجه السياسي كرئيس منتخب للشعب الفلسطيني ، ولأنه يعتقد أن الانسان غاية , لايجوز استخدامه كمادة ، ولأنه لايهوى صنع زعامة او صورة تاريخية ما على حساب الدماء الانسانية .
أبو مازن ابعد ما يكون عن النزوات الثورجية والحمأة العصبية التي تصيب محترفي سياسة أومشتغلين بها للتكسب
يدرك الدكتور محمود عباس وهو المثقف بمرتبة قائد حركة تحرر ان حق العودة حق شخصي مقدس لكل فلسطيني ، لايمكن لشخص مهما كانت شرعيته أن يقر بالتنازل عنه ، فكيف والحديث عن منظمة التحرير الفلسطينية التي ما كانت الا لحماية وصون حقوق الفلسطينيين التاريخية والطبيعية .
تأكدت الآن أن بعوضة واحدة تحمل جرثومة خبر من مختبر اعلام اسرائيل خبيث قادرة على نشر الحمى والجنون و الفتك بوعي جمهور عريض طويل على رأسهم من يحسبون انفسهم قادة اسلاميين ووطنيين ، يعبثون بوعي الناس بما ينزله عليهم وحي الاعلام الصهيوني !!.. فهل صار الخبر الاسرائيلي آية سماوية مقدسة ؟! .
بتنا نخشى على ابو مازن من وباء جهل ينشر جرثومته المستنسخة في مختبرات متعددة الجنسيات ويلوث بها هواء البلد ” مافيا الجريمة السياسية ” فهؤلاء لن يوفروا وسيلة لشل ابي مازن على عتبة الأمم المتحدة ، حتى لايقوى على المضي وجلب قرار عضوية دولة لفلسطين، حتى لو اضطرهم الأمر الى ايذائه جسديا (لاسمح الله ) ، فالطماعون بوراثة سدة الرئاسة الفلسطينية بدأوا هجومهم الانتخابي بحملات سياسية لا أخلاقية ، في تناغم غير مسبوق مع هجوم حكومة ” الليكود بيتنا ” الاسرائيلية على شخص قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ابو مازن ، وطعن مصداقيته الوطنية بالتزامن ولاياخذون في الاعتبار معنى ” الاعتراف الاسرائيلي ” المار عبر قنوات التكرير الرسمية في هذا الوقت بالذات بالمسؤولية عن اغتيال القائد خليل الوزير ابوجهاد فيما العالم كله كان على علم بأن اسرائيل سخرت كل قواها الاستخباراتية واللوجستية العسكرية لقتله في تونس على بعد آلاف الأميال بعد اسابيع وشهور من عملية اغتيال القائد العسكري الأخطر على امن اسرائيل .
قال قادة اسرائيليون وخبراء استراتيجيون في خضم تحليلهم لشخصية الرئيس الفلسطيني محمود عباس :” ان ابو مازن أخطر قائد فلسطيني واجهته وتواجهه اسرائيل ” !.. وقال محمد دحلان عندما كان عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح بحضور اعضاء من المجلس الثوري :” اشهد أن ابو عمار كان صلبا لكني اشهد أن ابو مازن كان أصلب في المواقف التفاوضية مع الاسرائيليين ” .. وبحساب الفارق الزمني والأحداث والوقائع بين الشهادة بالصلابة واكتشاف الشيخوخة والعجز والمزاجية ونشرها في الصفحات الفيسبوكية ذات الهوى الشبابي ، نستخلص أن صلابة ابو مازن زادت عن حالها، حتى انها دفعت ليبرمان حليف نتنياهو للتهديد بتصفية ابو مازن جسديا ، وأن ” خلايا المنازلات ” الشخصية بدأت تضرب عشوائيا بكل اتجاه !!. اذ انتهى فجأة ما يسمى ” الصمت اللاسلكي ” ليبدأ القصف باطلاق قذائف التشكيك بمصداقية قرار القيادة للتوجه نحو الأمم المتحدة ووصف سياسة رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة التحرر ” بالأيادي المرتعشة ” !! فالمزاجية التي يجب ألا تنطلي على فلسطيني يحترم ذاته هي أن يصف احدهم – وهو بعيد – قرارات القيادة وسياساتها وسلوكها ” بالأيادي المرتعشة المترددة ” فيما شهادته – وهو قريب – اعجاب بالصلابة !.
أسوا ما حصل أن الذين في نفوسهم غرض ومرض قد تعاملوا مع الخبر الاسرائيلي كآية مقدسة هبط عليهم عبر الوحي , وهم يعلمون علم اليقين انها هبطت من سماء ” اسرائيل بيتنا ” فكيف يحرم احدهم اخذ الاعلام الاسرائيلي مرجعا ثم يفتي كأنه كتاب صدق ؟!.