شبيحة فلسطينيون اشتبكوا مع سكان مخيم اليرموك.. ما زال هناك مماليك للأنظمة يقتلون أخاهم من أجل أسيادهم.. أمقت أي فلسطيني لا ينتمي لفلسطين.. أمقته أكثر من العدو.. فالعدو العاقل خير من أخ جاهل.. سنة 1981 قامت جماعة ابو نضال بتفجيرات صوتية مشبوهة لابتزاز الحكومة الكويتية طلباً للمال.. فقامت الحكومة الكويتية بحملة تسفير ضد الفلسطينيين ليس بينهم من له صلة بجماعة ابو نضال التي كان مقرها في بغداد آنذاك.. وكتبت في صحيفة الوطن آنذاك مقالة بعنوان مماليك الأنظمة يشوهون الثورة الفلسطينية.. وبعدها صرت ألاحظ سيارة تتبعني عند خروجي من الصحيفة بعد الواحدة ليلاً.. فشعرت بأن هناك من يريد بي شراً وعدت الى الضفة لقضاء الاجازة الصيفية لمدة شهر، لكن الاحتلال منعني من السفر شهراً آخر وفي النهاية عدت الى الكويت وذات ليلة صيفية مفعمة بالطوز تأخرت في تحرير الصفحة الاولى فطلب المخرج أن يغادر لأمر طارئ وكان فلسطينياً من سوريا يضع نظارات مثلي.. وما إن وصل الى الباب الخارجي حتى عاد لاهثاً فقد سمع صوت اطلاق نار من سيارة كانت تنتظر عند جانب المبنى قرب جسر الكندادراي، فهرعنا الى المكان ووجدنا آثار رصاصة على الجدار فاتصلت برئيس مجلس الادارة المرحوم محمد مساعد الصالح وشرحت له ما حدث فطلب مني الاتصال بمخفر الشويخ وجاء رجال الشرطة وعاينوا المكان.. وفي اليوم التالي تلقيت مكالمة من مجهول يقول «هذه قرصة أذن على ما تكتبه ضدنا»، ولم يكن يعلم أنهم اطلقوا النار على آخر.. فأبلغت رئيس التحرير المرحوم جاسم المطوع بالأمر.. فقال خذ حذرك.. وأثناء ذلك حوصرت بيروت وذات يوم استدعاني رئيس التحرير الى مكتبه وقد اكفهر وجهه وقال تلقيت مكالمة من شخص ادعى أنه ابو نضال يهدد الجريدة ويقسم انه سيغتال ابو عمار وحنا مقبل وحافظ البرغوثي.. وكان حنا مقبل يرحمه الله مراسل الصحيفة في بيروت تحت الحصار فاستغربنا المكالمة كيف يهدد ابو عمار ومقبل وهما محاصران.. ولم تمض فترة طويلة حتى استدعتني مباحث أمن الدولة الكويتية وأبلغني ضابط بأنه غير مقتنع بالأسباب ولكنه ينفذ أمراً وهو أن أغادر الكويت خلال 20 يوماً.. وطلب جواز سفري وقال: ستأخذه في الطائرة.. ثم أردف: أخ حافظ لا نستطيع تحمل دمك ولا حمايتك فسافر.. عدت الى الصحيفة مكتئباً وهناك وجدت زميلنا حنا مقبل الخارج تواً من بيروت سألته عن ناجي العلي فقال إنه بخير وسيأتي الى الكويت من دمشق بعد خروجه من بيروت.. غادرنا حنا مقبل الى قبرص فاغتيل.. وعلمت لاحقاً أن المباحث الكويتية ألقت القبض على خلية تابعة لجماعة ابو نضال ومعهم صورة لي مقصوصة عن صحيفة الوطن.. وذهبوا الى جريدة السياسة وسألوا مدير تحريرها الزميل مصطفى ابو لبدة عن صاحب الصورة فقال لهم انه فلان في الوطن. وعلمت فيما بعد من الزميل المرحوم توفيق ابو بكر وكان يتردد على بغداد عند عاطف ابو بكر احد قادة ابو نضال انه ابلغه ذات لقاء «قل لحافظ بعد مهاجمته لنا إننا سنقطع اصابعه».
هذه حكاية عن مماليك الأنظمة وشرهم وما ألحقوه بالقضية الفلسطينية وشعبهم من وبال.. وبعد شهور من ذلك عدت الى الكويت بفضل تدخل رئيس تحرير القبس وبإلحاح من الفنان الخالد ناجي العلي ولعلي نادم على تلك العودة إذ سرعان ما تم ابعادي بعد ابعاد ناجي العلي.. ولكن حدثت أثناء ذلك حكاية أخرى مع مماليك النظام السوري فأثناء حصار طرابلس وقصف مخيم نهر البارد والبداوي من قبل جماعة احمد جبريل والمنشقين عن فتح أبرم ابو عمار المحاصر أكبر عملية تبادل أسرى مع اسرائيل خرج بموجبها آلاف الأسرى مقابل الجنود الستة الذين أسرتهم حركة فتح في جبل لبنان واستولى احمد جبريل على اثنين منهم مقابل تمريرهم من الخطوط السورية. حيث تشدق مماليك دمشق وقتها بالصفقة وكنت أرسلت صحفية الى دمشق قبل ذلك والتقت الاسرى الجنود لأول مرة في سبق صحفي نشرته الوطن. وكتبت عن كيفية حصول جبريل على الاسرى بسرقتهم من فتح.. وتلقيت رسالة تهديد بالقتل من مدير مكتبه في الكويت، وقد تعرفت عليه بعد عودته الى الوطن وتحول الى صديق.
لهذا أمقت أي فصيل أو أي فلسطيني يتحول الى مملوك فهو لا يختلف عن أي عميل. وما زال مماليك النظام السوري على رأس عملهم يقتلون شعبهم خدمة لآخرين. قبحهم الله حتى يوم الدين.