عين الاخبارية- غزة – علمت قناة “العربية” أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل قرر عدم الترشح لانتخابات رئاسة المكتب السياسي.
ويجتمع مجلس شورى حماس سراً في القاهرة منذ نهاية الأسبوع الماضي، لحسم انتخابات المكتب السياسي، فيما تعثرت الانتخابات بعد تراجع فرص مشعل، غير أن حماس تجري منذ 5 أشهر وعلى نحو هادئ اقتراعاً سرياً بين ناشطيها في قطاع غزة الذي تحكمه منذ 2007 وفي الضفة الغربية المحتلة والسجون الإسرائيلية ودول عربية وأجنبية أخرى لاختيار قيادة الحركة.
وقد فوجئ مشعل وفق مصادر قناة “العربية” في القاهرة، بمعارضة كبيرة لإعادة انتخابه في منظمات الخارج (الشتات)، بل ربما أكثر من المعارضة له في “الداخل” الفلسطيني.
ونفت مصادر داخل حماس لـ”العربية” أن تكون انتخابات رئاسة المكتب السياسي قد أنجزت بعد، وأنه “لا أصل للتحليل بأن مشعل قد خسر الانتخابات أمام موسى أبو مرزوق”.
وقد عصفت بالحركة خلافات شديدة بين مشعل وبين غالبية قيادات حماس بدأت مع اتفاق الدوحة، فيما اتهمت قيادات حمساوية مشعل مؤخراً بأنه المسؤول عن ترهل الحركة من حيث عدم المتابعة الاهتمام بأمورها.
وتتركز المنافسة على رئاسة المكتب السياسي بين أبو مرزوق وإسماعيل هنية، فيما يبدو أن الحظوظ الأقوى تتجه لصالح أبو مرزوق.
وقد تدخلت حركة الإخوان المسلمين في مصر وفرع فلسطين في المخابرات المصرية وقطر في محاولة رأب الصدع في الحركة، وجرت اتصالات تطالب قيادة حماس بعدم تغيير رئيسها في هذه الفترة الحرجة في فلسطين وفي المنطقة، خشية ازدياد نفوذ التيار المقرب من إيران في حماس.
ومن المتوقع أن تحسم الحركة الموقف خلال الأسابيع المقبلة.
وقال مصدر مقرّب من حماس إن مشعل، الذي قاد حماس منذ 1996 من عواصم عربية مختلفة، قال خلال اجتماع لمسؤولين كبار من حماس في القاهرة الأسبوع الماضي إنه لا ينوي البقاء في منصبه، وإن قراره بعدم خوض الانتخابات هو قرار نهائي، وأضاف المصدر: “قال (مشعل) لهم اختاروا قائداً آخر”.
ولم يُدل مشعل أو أي مسؤول آخر بحماس بأي تعليق علني عن مستقبل قيادته للحركة أو عن اجتماع القاهرة.
وكان مشعل أغضب في وقت سابق هذا العام زعماء حماس في غزة بموافقته على إمكانية أن تقود حركة فتح – المنافس الرئيسي لحماس والتي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب – أي حكومة وحدة في المستقبل.
وتوسّطت مصر في إبرام اتفاق مصالحة بين حركتي حماس وفتح اللتين خاضتا حرباً أهلية قصيرة عام 2007 أسفرت عن سيطرة حماس على قطاع غزة وعباس على الضفة الغربية.
لكن الاتفاق الذي ينص على المشاركة في الحكم وإجراء انتخابات فلسطينية جديدة واجه العراقيل بسبب عدم تنفيذ الجانبين لبنوده على أرض الواقع.
وعبر مشعل أيضاً عما يعتبره المنتقدون في حماس موافقة على محادثات عباس مع إسرائيل المتوقفة حالياً، عندما قال في 2011 إن الفلسطينيين يرغبون بعد 20 عاماً من المؤتمر الدولي عن الشرق الأوسط في إعطاء جهود السلام فرصة أخرى.
صبر مشعل نفد
وقال مصدر دبلوماسي في المنطقة: “لقد نفد صبر مشعل تجاه بعض قادة الحركة في غزة الذين حاولوا في الآونة الأخيرة عرقلة قرارات اتخدها في صالح الحركة”. ونفت حماس مراراً وجود أي خلافات بين صفوفها.
وأضاف المصدر أن مشعل أكثر دهاء بشأن السياسة العالمية وأكثر واقعية من زعماء حماس الذين لا يعيشون إلا في قطاع غزة.
وترفض إسرائيل مثل هذا التمييز وتلقي باللوم على مشعل في التخطيط لهجمات أسفرت عن مقتل المئات من جنودها ومواطنيها. وفي 1997 فشلت محاولة لاغتيال مشعل في عمان على أيدي عملاء للموساد وأدت تلك الواقعة إلى توتر العلاقات مع الأردن.
وقال المصدر الدبلوماسي إن مشعل سيتعرض على الأرجح لضغوط من داخل حماس ومن بعض الدول العربية للترشح قبل إجراء تصويت نهائي ما زال موعده سراً.
وقال مصدر آخر مطلع على اجتماع حماس في القاهرة إن إسماعيل هنية زعيم حماس في قطاع غزة، وموسى أبومرزوق الذي قاد حماس في أوائل التسعينيات، من أبرز المرشحين لخلافة مشعل.
ويدعم هنية وأبومرزوق إقامة علاقات أوثق مع الدول العربية وأوروبا مع التمسك بسياسة حماس الرافضة للمطالب الغربية بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
وقد يكون مكان رئيس المكتب السياسي الجديد لحماس عاملاً مهماً للفوز بالانتخابات. ويفضل نشطاء حماس بشكل تقليدي زعماء الحركة في المنفى الذين يعيشون في أماكن ينظر إليها على أنها توفر أمناً شخصياً أفضل من قطاع غزة الذي غالباً ما تحلق فوقه طائرات إسرائيلية بدون طيار.
ويدعو ميثاق حماس الصادر في عام 1988 إلى تدمير إسرائيل. لكن زعماء حماس يقولون إنهم سيقبلون بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في مقابل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.