-: عين الاخبارية :- قال عضو بارز في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة اليوم الجمعة إن الائتلاف مستعد للتفاوض على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع أي من أعضاء حكومته الذين لم يشاركوا في الحملة الصارمة ضد الانتفاضة الشعبية، وفي الأثناء دعت روسيا لإيجاد مخرج لوقف حمام الدماء بسوريا وقالت إنها مستعدة لتوفير “رقعة” للتفاوض في موسكو بين النظام والمعارضة.
وأطلق رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب الشهر الماضي مبادرة للحوار مع النظام السوري بشروط عامة دون التشاور مع الائتلاف، وهو ما فاجأ أعضاء الائتلاف السبعين، وانتقدت كتلة قوية داخل الائتلاف يهيمن عليها الإخوان المسلمون الجماعة المنظمة الوحيدة في صفوف المعارضة السياسية المبادرة واعتبروها إضرارا بالثورة.
ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية السوري وليد المعلم محادثات هذا الشهر في موسكو -أحد أهم حلفاء سوريا في الخارج- وتأمل الحكومة الروسية أن يزورها الخطيب قريبا في محاولة لتحقيق انفراجة في الصراع الدائر منذ عامين تقريبا.
وقالت مصادر في المعارضة إن من شأن تأييد الائتلاف رسميا لمبادرة الخطيب أن يمنحها ثقلا أكبر على الساحة الدولية ويقوض حجة أنصار الأسد بأن المعارضة منقسمة بصورة لا يمكن معها النظر إليها كطرف جاد.
وبعد اجتماع عقد في القاهرة أمس الخميس لأعضاء المكتب السياسي للائتلاف المكون من 12 عضوا، قال عضو المكتب وليد البني إن المكتب وافق على مبادرة الخطيب، لكنه وضع خطوطا عريضة لمحادثات السلام ستُطرح للموافقة عليها من جانب أعضاء الائتلاف بكامل أعضائه.
وقال عضو آخر في الائتلاف إن اجتماع الائتلاف بكامل أعضائه سيحاول إحياء خطط لتشكيل حكومة مؤقتة وهي الخطط التي قوضتها انقسامات داخل صفوف الائتلاف.
وقال البني من القاهرة إن بشار الأسد وحلفاءه في الجيش والمخابرات لا يمكن أن يكونوا جزءا من المفاوضات، وأضاف “نرغب في التفاوض مع أي مسؤول مدني بشأن إزاحة بشار وإنهاء الاستبداد” مشددا على أن “بشار وزمرته لن يكونوا طرفا في أي محادثات ولن نعتبر الموجودين من جانب الحكومة ممثلين عنه”.
وتابع أن أعضاء حزب البعث الذي يتزعمه الأسد والذي يحكم سوريا منذ انقلاب عام 1963 يمكن أن يشاركوا في المحادثات المقترحة إذا كانت “أيديهم نظيفة من الدماء”. وأوضح أن اجتماع الليلة الماضية بحث سبل التعامل مع إيران وروسيا وهما الحليفان الرئيسيان للأسد بعد أن اجتمع الخطيب مع وزيري خارجية البلدين في ميونيخ هذا الشهر.
وردا على سؤال عن شائعات بأن الخطيب قد يلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو قال البني إنه لم يتحدد موعد لزيارة الخطيب، وإنه لا يعلم أي شيء عن اجتماع محتمل مع المعلم.
وأعلن الخطيب أنه على استعداد لإجراء محادثات مع ممثلين عن الأسد في المناطق التي تهيمن عليها المعارضة في شمالي سوريا في مسعى لوضع نهاية للصراع.
وفي أول رد فعل مباشر من الحكومة السورية أبدى وزير المصالحة الوطنية علي حيدر هذا الأسبوع رغبته في السفر للخارج للقاء الخطيب الذي يقيم في القاهرة، لكنه قال إن السلطات ترفض أي حوار يهدف إلى تسليم السلطة، وتصر على أنه يجب إجراء المفاوضات الرسمية على أرض سوريا.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفتش إن موسكو تؤيد بقوة جميع من يسعى إلى الحل السياسي في سوريا، محذرا من أن الوضع يتدهور “والمواجهات الداخلية لا تتراجع وتيرتها”.
واعتبر لوكاشيفتش في تصريحات صحفية أمس الخميس أنه “من الضروري اتخاذ أي إجراءات لوقف حمام الدم وبدء عملية الحوار” مشيرا إلى أن “الطريق يمر عبر حوار سوري داخلي واسع”.
وأكد المتحدث أن بلاده ستواصل “العمل الحثيث مع جميع أطراف النزاع واللاعبين الخارجيين لدعم مزاج من يسعى إلى حل سياسي للأزمة في سوريا”، معتبرا أن “أهم شيء” في التسوية هو البدء بالحوار، وأوضح أن روسيا مستعدة لتقديم “رقعة” للسوريين كي يتفاوضوا، في حال أرادوا اللقاء في موسكو.