عين الاخبارية-الضفة الغربية- أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي أن فكرة حل السلطة الوطنية الفلسطينية، التي 'جاءت نتيجة نضال طويل للشعب الفلسطيني' لم تطرح، وأن فرص التوصل إلى حل مع إسرائيل غير واردة في المدى المنظور.
وقال الطيراوي خلال مقابلة مع صحيفة القدس نشرت مساء اليوم، 'على العالم أن يفهم أن السلطة أنشئت نتيجة نضال طويل للشعب الفلسطيني، والمطلوب هو نقل الشعب من حالة وجوده تحت الاحتلال إلى حالة سيره نحو التحرر والاستقلال، فهي أداة وطنية لدعم صمود المواطنين والعمل والبناء من أجل إقامة الدولة'.
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل قال'مرحلة المفاوضات السابقة كان لابد منها، من أجل أن نصل في نهاية المطـاف إلى إقامة الدولة، ولكن التعنت الإسرائيلي الذي يعتبر المعيق الرئيسي نحو عدم التقدم، ومن أجل أن يكون واضحاً للجميع بأن الجانب الإسرائيلي لا يريد السلام ولا يسعى لتحقيقه'.
وأضاف الطيراوي أن مدة التفاوض قد طالت، ولكن أردنا إيصال رسالة للجميع عربيا ودولياً مفادها أن الشعب الفلسطيني يريد السلام، وإسرائيل هي التي ترفض ذلك، وتؤكد مضيها في سياساتها التهويدية والعنصرية في الأراضي الفلسطينية'.
وأوضح، أن 'إسرائيل تريد أن تأخذ منا ما تريد، وهي لاتعطيك اي شيء خاصة حول حقوقنا الفلسطينية'، مشيراً إلى أن الحقوق تنتزع ولا تعطى، وإسرائيل 'ألغت إتفاقية أوسلو عملياً، بحيث أن كافة الالتزامات الإسرائيلية غير موجودة وتطلب من الفلسطينيين تنفيذ ما عليهم من التزامات'.
وأضاف: 'ما تبقى من أوسلو : إتفاقية باريس، وسيطرة إسرائيل على كل الأراضي الفلسطينية والمعابر، وهذا كله لصالح إسرائيل، و ليس لصالحنا شيء'.
وتابع 'السلطة وجدت لنقل الشعب إلى الدولة وإنهاء الاحتلال، وأقول أن أميركا منحازة إلى إسرائيل، ونحن لسنا فقط بحاجة إلى أموال، نحن بحاجة إلى الحرية وإقامة الدولة وأن لا تهان كرامتنا'.
وأضاف: ' لا مجال لأي اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين في المدى المنظور، وذلك لعدة أسباب أهمها وجود قيادة إسرائيلية غير مؤهلة بأن تتفق معنا على قضايا الحل النهائي، وأن تعيد لنا القدس واللاجئين والحدود والأمن وتزيل المستوطنات، وبالتالي هذه القيادة تريد فقط أن يبقى الائتلاف الحكومي موجوداً، والاتجاه في إسرائيل يذهب نحو اليمين، وحتى اليسار لا يعطيك هذا الحل، ولا ايهود باراك، ومن سبقوه (تسيفي ليفني او اولمرت). المهم لأي حكومة إسرائيلية، هو وجودها في الحكم والحفاظ على الائتلاف الحاكم'.
وقال الطيراوي: 'في المقابل لاتستطيع أي قيادة فلسطينية أن تتنازل عن الثوابت، لتاريخها الوطني ونضالاتها، وبالتالي هناك معادلتان متناقضتان تماماً، وحتى الرئيس ياسر عرفات لم يستطع أن يتنازل عن حي من أحياء القدس، وهنا أقول لا وجود لشريك إسرائيلي معنا من أجل السلام'.
وحول استمرار عمل لجان التحقيق الخاصة باستشهاد الرئيس ياسر عرفات قال اللواء الطيراوي: 'هناك معطيات كثيرة في التحقيق، ولكن لا يجوز لنا التطرق عبر وسائل الإعلام لحيثيات التحقيق، خاصة وأننا تحت الاحتلال الذي يستطيع خلال دقائق إعاقة عملنا، خاصة وانه المتهم الأول باغتيال أبو عمار'.
وأضاف : 'نحن نقوم بعملنا منذ تشكيل اللجنة في 19 -9 -2010، وخلال هذه الفترة قابلنا العديد من الأشخاص، وفي نهاية المطاف ستكون هناك نتائج نأمل بأن نصل من خلالها إلى الحقائق، لاسيما أننا نبحث عن الأداة وليس عن المتهم كون المتهم هو إسرائيل'.
وتابع :' لن نتفاجأ إذا ما كان هناك أداة فلسطينية متهمة باغتيال عرفات، ففي كل دول العالم هناك ضعفاء نفوس يشتريهم الاحتلال، ولننظر إلى ما حدث في فيتنام ومن قتل أنور السادات. يجب أن لا نأخذ الأمر بأننا شعب يختلف عن شعوب العالم.
وفيما يتعلق بلجان التحقيق الفرنسية والسويسرية، قال الطيراوي: 'هناك تواصل مباشر مع اللجنة الفرنسية، واللجنة الطبية السويسرية في معهد لوزان، ونحن نقوم بعمل توحيدي للجنتين، أحداها كمحققين يقومون بدورهم للبحث عن جريمة، والأخرى طبية ذات مهنية عالية، ونحن نرى بأنه يجب على الجميع أن يكون متواجدا هنا، ونحن كلجنة فلسطينية نتعاون مع الجميع حتى نصل إلى الحقيقة، والسلطة الفلسطينية وجهت الدعوة للمعهد السويسري للحضور، وأقول أن اللجان الفرنسية والسويسرية ستصل إلى رام الله قريباً'.
وأشار إلى أن إسرائيل هي المتهم الأول في اغتيال الرئيس ياسر عرفات، وأن اللجنة المحلية هم أطباء فلسطينيون ولدينا توجه لمقابلة الأطباء التونسيين والمصريين، ونقول 'ليس سهل علينا أن نأخذ شهادات من أي دولة، والمطلوب منا أن نستأذن من الدول، لوجود العديد من الصعوبات التي نحاول تذليلها لأن المواطن يهمه معرفة الحقيقة'.
وحول تواصله مع أرملة الرئيس عرفات قال: 'أتواصل مع سهى عرفات ومع ناصر القدوة بشكل دائم، هناك إتفاق على أخذ عينة من رفات الرئيس، وأيضاً هناك موقف للقدوة أنا احترمه يقول 'انه لطالما أن المتهم والمادة المستخدمة معروفة فلماذا سنقوم بفتح القبر'، موضحاً أن ' شعبنا الفلسطيني يريد معرفة الحقيقة وفتح القبر هو مطلوب من قبل اللجان الأجنبية' حتى نصل إلى نتيجة قاطعة.
وحول الساحة الفلسطينية والمطلوب وطنياً قال الطيراوي: ' يجب أن نذهب إلى دائرة الفعل لتغيير الواقع ولإجبار إسرائيل على أن تُعيد الحق للشعب الفلسطيني، ومن هذه الأمور الذهاب إلى الأمم المتحدة، والاحتجاجات ضد الاحتلال، وتعزيز الصمود، والحفاظ على الأرض، خاصة في المناطق المصنفة 'ج'، وبناء المؤسسات وإنهاء الانقسام، وتعميق الوحدة الوطنية'.
وأضاف : 'يجب أن ينتقل الشعب الفلسطيني بكل قواه إلى الفعل وليس رد الفعل، وكافة التنظيمات يجب أن تكون موحدة ضمن بناء إستراتيجية وطنية للمقاومة والصمود، تشترك فيها كافة الأطياف السياسية والشخصيات الوطنية والمستقلة، لنصمد أمام الضغط السياسي والاقتصادي الذي يمارس علينا، وان نعمل من اجل أن نحقق الاكتفاء الذاتي، وأيضاً رسم وإقرار الإستراتيجية من أجل مقاومة الاحتلال، فهناك مئة وسيلة للمقاومة، ولكن يجب أن تكون على تماس مباشر مع الوضع الدولي والعربي حتى تستطيع أن تؤثر في المعادلة القائمة' .
وقال الطيراوي بشأن الدعم المالي للسلطة وموجة الغلاء :'هناك وعودات كثيرة من الدول العربية، وهنا أقول أن العرب تاريخياً لم يتخلوا عن فلسطين، وأتمنى عليهم أن لا يتركونا تحت الضغط الإسرائيلي والأميركي، والعرب هم السباقين في دعم فلسطين'.
وأوضح أن السياسة الاقتصادية 'خاطئة، ويجب أن نعيد النظر بها والعمل علـى تغييرها، ونحن مع ما يجري الآن من احتجاجات يجب أن تبقى ضمن النظام والقانون، ولا يجوز لنا أن نذهب إلى إحتجاجات تذهب إلى التدمير والتخريب والحرق والتخوين، يكفينا من الانقسام الذي خون وكفر الجميع، وهنا أقول أن الكل في السلة الوطنية'.
وأشار إلى أن الانتقاد يوجه إلى سياسة الحكومة الاقتصادية وليس إلى الأشخاص.
وفيما تردد عن طلب الرئيس محمود عباس من القيادة البحث عن بديل آخر، قال الطيراوي: 'يجب أن يطرح هذا الموضوع أمام قيادة 'فتح' أولاً لأن فتح هي التي رشحت الرئيس عباس لهذا الموقع، ومن ثم أمام قيادة الشعب الفلسطيني، وأنا موقفي بأنه يجب أن يكون للرئيس نائباً، فإذا أراد أن يبقى الرئيس، يكون له نائب، وفي حال لم يرشح الرئيس نفسه يكون هذا النائب مرشحنا للرئاسة .
وتابع : 'أقول أن حركة فتح والشعب الفلسطيني فيه من كل القيادات، وليس من الضروري هذا الشخص أن يكون من داخل اللجنة المركزية، علما أن كل أعضاء اللجنة المركزية مؤهلين لهذا الموقع ما عداي لأنني لا اطلب إلا الشهادة '.
وقال: 'من تختاره اللجنة المركزية سنوافق عليه ولن يكون لنا إعتراض، واللجنة المركزية قالت' إنها مع بقاء الرئيس ولكن إذا أصر الرئيس على موقفه فإننا لا نستطيع منعه من ذلك'.
وأضاف : 'الرئيس جاء لإقامة الدولة، ففوجئ بتعنت إسرائيلي وحالة الانقسام، وكل شيء في وجهه مغلقاً، وقراره بترك موقع الرئاسة لأنه لن يحقق شيئاً نتيجة التعنت الإسرائيلي والانحياز الأميركي'.
وحول استمرار إسرائيل باعتقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح النائب مروان البرغوثي، ورفضها الإفراج عنه، قال اللواء الطيراوي: 'القيادة الفلسطينية وخلال اجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح تطرح دوماً قضية الأسير المناضل البرغوثي، والرئيس أبو مازن، خلال اجتماعاته مع كافة اللاعبين الدوليين فان قضية الأسرى تكون على سلم أولوياته ويتم طرح قضية الاسير البرغوثي'.